المدرسة _ وفقاً لفلسفة النظم _ جزءٌ من نظام أكبر هو التربية والتعليم ، اللذان هما أيضاً جزءٌ من نظام أكبر هو المجتمع ، فالمدرسة وسيلة المجتمع لبناء جيله ، ومن ثمَّ فإن من حقه عليها أن تكون تابعةً له ، فهي لا تعمل وحدها بمعزل عن بقية المنظومة ، بل تعمل من خلال تأثيرها في المنتسبين إليها ، والأهم من ذلك ما يفكرون أو يشعرون به !
بلا ريب .. يعتبر المعلم من أهم أركان المدرسة بل والميدان التربوي بعامة ؛ لأن أثره على الطالب _ بحسب الجمعية الأمريكية للإشراف والمناهج _ يعادل على الأقل عشرين ضعفاً من أي عامل آخر ، ومن ثمَّ فإن الخوف معتدٌّ به عندما ينتشر في أوساط المعلمين فئة يشعر من يقترب منهم بتسرب الإحباط والملل والتوتر إلى نفوسهم ، ويعظم التساؤل حينها : ماذا نَرْقُب من مخرجات هؤلاء ؟
إن المعلم عندما يحب عمله الذي يؤديه ، ويستغرق فيه ، ويوظف قدراته في المجال الذي يعمله .. فحتماً سيشعر بالسعادة ، ويتحقق لديه ما يسمى بالرفاه المهني ، وهو المصطلح الذي يعني توفر السعادة والمتعة لدى من يقوم بالعمل ؛ بسبب العمل !
لقد توصلت نتائج عدد من البحوث التربوية إلى أن صحة الفرد تتحسن مع عشقه لعمله ، واستغراقه فيه ، فلو أن كل معلم أخلص لعمله وطلابه كما يخلص لأسرته وأبنائه فقطعًا سيؤثر فيهم أكثر من العشرين ضعفًا المذكورة ، بل وسيتخطى بهم الحدود الإقليمية للعالم الثالث !
العمل المثمر .. انتماء ، و ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق